حديث ( تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمان و
أصدقها الحارث وهمام وأقبحها حرب ومرة ).
قال صاحب الانشراح ص107 ( حديث حسن أخرجه أبو داود [4950] والنسائي [ 6/218
219] والدولابي في الكنى [1/59] والبخاري في الأدب المفرد 814 وفي الكنى
749 وأحمد [4/345] والبيهقي[9/306] من طريق عقيل بن شباب عن أبي وهب
الجشمي وكانت له صحبة ... فذكره .
قلت وعقيل بن شبيب مجهول .
وقال ابن أبي حاتم في العلل [2/312/313] (سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن
حنبل ... وساقه) قال قال أبي سمعت هذا الحديث من فضل الأعرج وفاتني من أحمد
وأنكرته في نفسي وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكلاعي صاحب مكحول ,وكان
أصحابنا يستغربون فلا يمكنني أن أقول شيئا لما رواه أحمد . ثم قدمت حمص فإذا قد
حدثنا ابن المصفى عن أبي المغيرة قال حدثني محمد ابن المهاجر قال حدثني عقيل
بن سعيد عن أبي وهب الكلاعي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن أبي حاتم وحدثنا به مرة قال حدثنا هشام عن عمار بن يحي بن حمزة عن ابن
وهب عن سليمان بن موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبي فعلمت
أن ذلك باطل , وعلمت أن إنكاري كان صحيحا . وأبو وهب الكلاعي هو صاحب
مكحول الذي يروي عن مكحول واسمه عبيد الله بن عبيد وهو دون التابعين يروي
عن التابعين وضربه مثل الأوزاعي ونحوه, فبقيت متعجبا من أحمد بن حنبل كيف
خفي عليه فإني أنكرته حين سمعت به قبل أن أقف عليه . قلت لأبي هو عقيل بن
سعيد أو عقيل بن شبيب قال مجهول لا أعرفه).
قلت قد شبه لأبي حاتم رحمه الله وقد نقل البغوي عن يحي بن معين قال أبو وهب
الجيشاني اثنان أحدهما صحابي والآخر يروي عنه ابن لهيعة ونظراؤه .
قال الحافظ ( خلط ابن أبي حاتم ترجمته بترجمة أبي وهب الكلاعي فوهم في ذلك
وهما واضحا قاله ابن القطان ثم وقفت على مسند ابن أبي حاتم من ذلك في أثناء
كتاب الأدب فحكى عن أبيه أنه تعب على هذا الحديث إلى أن ظهر له أنه عن أبي
وهب الكلاعي وأنه مرسل وأن أحد الرواة وهم في نسبه جشميا وفي قوله إن له
صحبة ) .
قلت واعتماد ابن حنبل والبخاري وابن معين وابن حبان والبغوي صحبة أبي وهب
مقدم على من أنكر , ومن عرف حجة على من لم يعرف .
وما اعتمده أبو حاتم من أسانيد فيه نظر , ومحمد بن مصفى له أوهام وفوق ذلك كان
يدلس التسوية كما قال أبو زرعة الدمشقي . وفي الاسناد الآخر عمار بن يحي بن
حمزة ولم أهتد إليه فلعله عمار عن يحي بن حمزة والله أعلم غير أن لفقرات الحديث
شواهد .
فللأولى حديث المغيرة بن شعبة قال ( لما قدمت نجران سألوني فقالوا إنكم تقرؤن يا
أخت هارون وموسى قيل عيسى كذا بكذا , فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم سألته عن ذلك فقال إنكم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم) أخرجه مسلم
[ 2135] ... وللفقرة الثانية حديث ابن عمر ( إن أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد
الرحمان) أخرجه مسلم [14/113] وأبوداود[4949]والترمذي[2/136]وابن ماجه
[3828]والدارمي[2/204]وأحمد[2/24]والحاكم[4/274]والبغوي[12/333]
والبيهقي[9/306] وغيرهم من حديث ابن عمر.
وللفقرة الثالثة والرابعة ما أخرجه ابن وهب في الجامع ص7 أخبرني داود بن قيس
عن عبد الوهاب بن بخت مرفوعا ( خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمان وأصدق
الأسماء همام والحارث وشر الأسماء حرب ومرة ) قال الالباني في الصحيحة
[3/33] (وهذا إسناد مرسل صحيح رجاله ثقات رجال مسلم ) قال وقد أخرجه ابن
وهب أيضا من رواية عبد الله بن عامر اليحصبي عن النبي صلى الله عليه وسلم
مرسلا . وإسناده صحيح أيضا . ورواه ابن وهب 8 من مرسل اللخمي أيضا وهو الحسن بن جابر وتعدد مخارج هذه المراسيل مما يصلح لتقوية موصول ابن وهب
الجيشاني وله شاهد من حديث أنس مرفوعا ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد
الرحمان والحارث) أخرجه ابن عدي في الكامل ( [1/282] من طريق اسماعيل بن
مسلم المكي عن الحسن وقتادة عن أنس به .
قال ابن عدي( وأحاديثه-أي إسماعيل – غير محفوظة عن أهل الحجاز والبصرة
والكوفة إلا أنه ممن يكتب حديثه).
وشاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا (أحب الأسماء إلى الله ماسمي به له,
والحارث وهمام وأكذب الأسماء خالد ومالك وأبغض الأسماء إلى الله ماسمي به
لغيره ويقظة ومرة والحباب وذلك اسم الشيطان ) أخرجه ابن عدي [1/232]من
طريق إبراهيم بن الفضل عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة ...فذكره
وهوضعيف وآفته إبراهيم هذا قال ابن عدي وهذا الحديث مع أحاديث سواها عن
إبراهيم بن الفضل عن المقبري عن أبي هريرة مما لم أذكره فكل ذلك غير محفوظ
ولم أر في أحاديثه أفحش منها .. ومع ضعفه يكتب حديثه وعندي أنه لايجوز
الاحتجاج بحديثه ).
وشاهد آخر من حديث عبد الله بن جراد وله صحبة كما قال البخاري وابن حبان
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير [3/1/35] وقال في إسناده نظر وجملة القول
أن هذا الحديث مما يطمئن القلب لثبوثه.
أما عمرو عبد المنعم سليم فقد حكم عليه بالنكارة على عادته في اتباع أبو حاتم في
كثير من أحكامه ولعله لو نظر لهذه الشواهد حكم على الحديث بالحسن إن شاء الله
والعجيب أنه انتصر لقول أبي حاتم أن في أبي وهب الكلاعي ولم ينتبه إلا توهيم
الحافظ له , ثم راح يرجح رواية أبا المغيرة عبد القدوس على رواية هشام بن سعيد
وغاب عنه أن في سند المغيرة محمد ابن المصفى له أوهام وفوق ذلك كان يدلس
تدليس التسوية قاله أبو زرعة الدمشقي . وكلامه في صون الشرع حديث رقم [11]
والله أعلم .
كتبت هذا فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله .